الدولية

عائلة الفلسطيني زكي مبارك “قتيل السجون التركية” تلاحق أردوغان في المحاكم الدولية

فلسطين – مها العواودة

بهدف التجارة والاستثمار طرق الفلسطيني زكي يوسف مبارك(55 عاماً) أب لتسعة أبناء باب تركيا التي يروج إعلامها للعقارات والسياحة على أراضيها كأنها جنة الله في الأرض إضافة إلى احترامها لحقوق الآخرين ، لتكون الحقيقة غير ذلك، نار جهنم للفلسطينيين الذين هربوا من واقع مرير في قطاع غزة المحاصر بحثاً عن حياة أفضل ومستقبل أجمل فقد اصطدموا بحقيقة حب النظام المزيف لأبناء فلسطين وشعاراته الكاذبة ،حيث وجدوا الملاحقة والاعتقال والتعذيب حتى الموت كما حدث مع قتيل السجون التركية زكي مبارك الذي اختفت آثاره على أرض تركيا مطلع أبريل 2019، لتعلن السلطات التركية نبأ اعتقاله في 22 من نفس الشهر، مسرعة كالمعتاد عن إعلان الوفاة بالسجن “منتحر شنقاً” في أواخر الشهر ذاته! عقب اتهامه بالتجسس دون تقديم أي أدلة من السلطات التركية.

عائلة مبارك الفلسطينية شككت في الرواية التركية، ونفت الاتهامات التي نسجتها أنقرة لابنها المغدور الذي وارى جثمانه الثرى الجمعة الماضية 19 رمضان 1440هـ في مسقط رأسه غزة بعد مماطلات في تسليم جثمانه وتشريح طبي لجسده في القاهرة أكد وجود جروح على جسده مايثبت زيف الرواية التركية، وأكدت أنها ستبدأ في ملاحقة المسؤولين الأتراك عن موت ابنها، وإنها سترفع قضية في محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الأتراك، بمن فيهم السفاح أردوغان.

النظام التركي وعملاؤه لم يكتفوا بقتل زكي مبارك ومحاولة تغطية آثار تعذيب جسده في السجون التركية بالمحاليل الطبية بعد قطع لسانه وبعض أصابعه ونزع الجلد عن الجمجمة وأظافر يديه وشق صدره كما ذكرت عائلة المغدور لـ “البلاد” بل تلاحق أفراد عائلته في بلغاريا فهددت البعض بالقتل واعتدت على ابنه شقيق المغدور 21 عاما بالضرب المبرح مطالبينها بإسكات صوت عائلة الشهيد التي تطالب بملاحقة القتلة وإظهار الوثائق وتسجيلات التحقيقات وإثبات أنه انتحر بتفريغ كاميرات المراقبة إن كانوا صادقين، لكنهم لن يستطيعوا لأنه بريء ولم ينتحر حقيقة. زكريا مبارك أخ الشهيد الفلسطيني يتحدث لـ “البلاد” فيقول لو عاد أخي إلى الحياة ورأى ماذا قال ويقول مطبلو النظام في تركيا لعلم أنه كان مخدوعاً بالنظام التركي ودعمه الكاذب للمسلمين والشعب العربي الفلسطيني.

زكي بدأ حياته فدائيا مقاتلا في صفوف الثورة الفلسطينية وهو بعمر 18 عاما في الساحة اللبنانية، ومن ثم غادر إلى اليمن وتخرج من الكلية الحربية في صنعاء، وانتقل بعدها الى الساحة الليبية ليعمل ضابطا في الشرطة العسكرية في صحراء ليبيا ضمن صفوف المقاتلين هناك حتى عاد الي أرض الوطن ليعمل في جهاز المخابرات العامة ومن ثم ذهب إلى واشنطن ليدرس هندسة المتفجرات (تفكيك المتفجرات)، حاولت إسرائيل اغتياله وأيضا اشتبك مع حماس في غزة بسبب فكرهم الضال ولكنه لم يكن يوماً في قلبه يحمل الكره سوى للاحتلال وأعوانه.

خرج من جحيم قطاع غزة بسبب الانقسام المرير وكانت وجهته “أم الدنيا” مصر، حيث حصل على الماجستير ثم الدكتوراة في العلوم السياسية بامتياز مع مرتبة الشرف وكان عنوان رسالته (تأثير الأقليات اليهودية الروسية في بناء المجتمع الإسرائيلي). كباقي أبناء الشعب الفلسطيني بحث زكي عن مكان يحترم قدراته ومواهبه وشهاداته العلمية فكانت الوجهة بلاد الغرب إلى بلغاريا، فكان يتردد على تركيا للاستثمار والتجارة قام بفتح شركة صغيرة لتوزيع الأغذية في بلغاريا، ركز عمله في فرعها بتركيا التي انخدع في حبها للفلسطينيين لكنه لم يفرح بعلمه ولا بشركته ولا بأولاده الذين كان يحلم أن يصبحوا واجهة مشرفة لفلسطين.

يتابع شقيق الشهيد” الإعلام التركي وقناة الجزيرة القطرية زوروا الحقيقة، هللوا وصفقوا وبصموا بحوافرهم ولم يطلب أحدهم لا تسجيلات الاعتراف ولا صور التحقيق ولا حتى سماع اعتراف البريء الذي ظلم، لم يستطع الأمن التركي التراجع بعد تورطه من قبل الإعلام حيث خروج زكي حيا سوف يسبب كارثة لهم تسقطهم أمام الجمهور التركي وأمام الرأي الدولي وخاصة المناصرين لأردوغان”. مطالباً السلطات التركية وأردوغان الذي يدعي حبه ووقوفه إلى جانب الفلسطينيين بكشف الحقيقة، كما طالب أيضاً السلطة الفلسطينية بفتح تحقيق نزيه في قضية اعتقال وقتل المغدور زكي مبارك في السجون التركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *