الدولية

محللون: قطر في مأزق بسبب طهران

جدة ــ وكالات

يبدو أن شبح العقوبات الأميركية لم يخيم على طهران وحدها بل وصل الامر لكافة الجهات التي تتعاون مع إيران، فهذا النظام القطري ابرز المدافعين عن مخططات ايران بالمنطقة يعيش في حيرة كبيرة، في ظل التوترات المتغيرة بين واشنطن وطهران، لكن انصياع نظام الحمدين لضغوط إدارة الرئيس دونالد ترمب بتخفيض التبادل التجاري مع طهران، كشف جانبا جديدا في حالة الرعب التي يعيشها نظام الحمدين الحاكم في قطر

ويرى محللون أن قطر تعيش في مأزق، وستكون الخاسر الأكبر من أي مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران، في حال توجهت طهران إلى تنفيذ تهديداتها المتعلقة باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة.

وفى ذلك نقل موقع المعارضة القطرية على الانترنت “قطريليكس” عن عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الأسبق الدكتورة عالية المهدي، قولها إن نظام الحمدين لا يملك قراره في سياسته الخارجية لهذا لا يستطيع تنفيذ وعوده لحليفته إيران التي تعَد الأقرب لها في المنطقة بعد المقاطعة العربية.

وتوضح أن الدوحة لن تنفذ أي تعهدات لحلفائها بدعمهم اقتصاديا دون الموافقة الأمريكية، مبينة أن إمارة الارهاب معتادة دائمة على خيانة حلفائها، في سبيل استكمال مصالحها.

وتابعت المهدي، في تصريحات صحافية، أن عدم تنفيذ قطر لوعودها وتعهداتها لحلفائها يعود للاعتراض الأمريكي على هذا الدعم المرتبط بمخالفة سياسات إيران وأردوغان للمصالح الأمريكية في المنطقة.
بدوره يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي أن استمرار نظام الحمدين في مخالفة وعوده بهذه الطريقة سيؤكد أنه ليست له مصداقية في المنطقة، وهو رأي دول المقاطعة العربية.

وأضاف فهمي، أن سبب مخالفة قطر لوعدها لحليفها الإيراني أو التركي هو معاناتها في كل المجالات نتيجة سياسات نظام الحمدين الفاشلة في المنطقة.
وفى السياق قالت أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، الدكتورة يمن الحماقي إن قطر لن تقدم أي دعم اقتصادي لإيران أو تركيا طالما كان هناك فيتو أمريكي على هذا الدعم.
وأضافت الحماقي، أن النظام السياسي في قطر منذ عقود هو مجرد أداة لتنفيذ سياسات تخدم الأجندة الأجنبية في المنطقة تهدف إلى الإضرار بمصالح دولها.

ويشير المحلل والكاتب خالد الزعتري، إلى أن سياسة التناقضات التي يمارسها النظام القطري لم تعد سياسة متاحة، ففي ظل التصعيد الذي تشهده المنطقة والتهديدات الإيرانية لن تكون الدوحة خارج هذا السياق، بحكم احتضانها القاعدة الأمريكية.
وتابع: “لن يكون بإمكان النظام القطري الوقوف في المنتصف تحت زعم الحياد، فالنظام القطري سيدفع ثمن سياسة التناقضات التي لن تكون سياسة متاحة للممارسة، وإنما ستكون السياسة المتاحة “إن لم تكن معي فأنت ضدي” في حال تحول الوضع من التصعيد إلى المواجهة”.

وكان رئيس غرفة التجارة الإيرانية-القطرية عدنان موسوي قال في وقت سابق إن وزارة الخزانة الأمريكية أجبرت قطر على خفض حجم التبادل التجاري بينها وبين إيران، وهو ما انصاعت له الحكومة القطرية وبدأت في تنفيذه على الفور.
ووفقا لوكالة الأنباء العمالية الإيرانية “إيلنا”، أكد رئيس الغرفة التجارية بإيران أن قطر بدأت فعليا في تنفيذ القرار الأمريكي، وخفضت من حجم التبادل التجاري بين الدوحة وطهران، في مؤشر يراه خبراء أنه يكشف عن حقيقة العلاقة المشبوهة بين نظامي طهران والدوحة.

وأوضح موسوي أنّ قطر قللت من التبادلات التجارية مع إيران واختصرت ذلك على المواد الطبية والغذائية، بناء على طلب وزارة الخزانة الأمريكية“.
وأضاف أن “القطريين أبلغونا بأنه يمكنهم فقط شحن المواد الغذائية والأدوية إلى إيران من الآن فصاعدا”.

وأكد المسؤول الإيراني أن الولايات المتحدة قامت بتطبيق قيود جديدة على التجارة بين إيران وقطر، وقال إنه ”قبل ثلاثة إلى أربعة أيام، سمعنا الهمسات القطرية بشأن تنفيذ العقوبات الأمريكية”.

وأدى تعليق الولايات المتحدة للإعفاءات النفطية لـ8 بلدان كان يسمح لها باستيراد الخام الإيراني، لتعميق أزمات اقتصاد طهران، وسط هبوط حاد في أسعار صرف العملة المحلية، وشح متصاعد في وفرة النقد الأجنبي.
وتراجع سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي، لأدنى مستوى في 6 أشهر، متأثرا بالعقوبات الأمريكية على طهران، والهبوط المتسارع لصادرات النفط الخام بالنسبة لطهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *