الرياضة

رشى وفساد عابر للقارات فضيحة قطرية جديدة بعد “مونديال 2022”

جدة- البلاد

يوما بعد يوم تتكشف سلسلة فضائح نظام الحمدين اللا متناهية، الذي بدأ بملف استضافة قطر للمونديال في القضية الشهيرة ذات السمعة السيئة، واليوم خرج علينا أحد المقربين من رئيس نادي باريس سان جرمان ناصر الخليفي بحلقة جديدة تتعلق أيضاً باستضافة قطر لحدث رياضي، حيث اتهمت فرنسا رئيس مجموعة “بي إن” الإعلامية القطرية يوسف العبيدي، والرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك بالفساد على خلفية ترشيح الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019،

وفقاً لمصادر قضائية فرنسية.وكانت الدوحة قد حصلت فى 2014 على حق تنظيم بطولة ألعاب القوى عام 2019 على حساب مدينة برشلونة الإسبانية، ذات الخبرات الواسعة فى تنظيم “الألعاب الأوليمبية”، وهو ما أثار شكوك الجميع حول وجود وقائع فساد لتحويل وجهة البطولة من إسبانيا إلى قطر، على غرار ما حدث فى “مونديال 2022”.

وأوضح مصدر قضائي، أن قضاة التحقيق، يتهمون العبيدي بـ”الفساد النشط”، فيما اتهم دياك بـ”الفساد السلبي”، مؤكداً بذلك معلومات أوردتها صحيفة “لوموند”.

ووفق ما نقلته “فرانس برس” فـ”العبيدي” هو أيضاً رئيس شبكة “بي إن سبورتس” في فرنسا، ومقرب جداً من رئيس نادي باريس سان جرمان ناصر الخليفي، الموضوع على غرار لامين دياك كشاهد في هذا التحقيق القضائي الذي يستهدف أيضاً ظروف منح استضافة أولمبياد 2016 و2020 إلى ريو دي جانيرو، وطوكيو على التوالي.

الخليفي
ويتساءل القضاة حول دفوعات إجمالية بقيمة 3,5 مليون دولار قامت بها في خريف العام 2011 شركة “أوريكس قطر سبورتس إنفستمنت” العائدة ملكيتها لناصر الخليفي وشقيقه خالد لصالح، شركة تسويق رياضية يديرها بابا ماساتا دياك، نجل رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى السابق لامين دياك البالغ حاليا 85 عاما والذي شغل هذا المنصب من 1995-2015، وأعربت الدوحة في تلك الحقبة عن طموحها ورغبتها باستضافة مونديال 2019 لألعاب القوى. ويحاول قضاة التحقيق تحديد ما إذا كان لامين دياك عمل، في مقابل الحصول على هذه الأموال، على تأجيل مواعيد إقامة البطولة بسبب الحرارة المرتفعة في قطر، وأثر على تصويت أعضاء الاتحاد الدولي لصالح قطر.

وقد تم التحويل المالي الأول في 13 أكتوبر 2011، والثاني في 7 نوفمبر، أي قبل أربعة أيام فقط من عملية التصويت التي صبت في النهاية لصالح لندن على حساب الدوحة لكن بعد ثلاث سنوات، منحت العاصمة القطرية حق تنظيم هذه النسخة من 27 سبتمبر إلى 6 أكتوبر.

“قطر للاستثمارات الرياضية”
ويقف خلف كل هذه العمليات الإجرامية المالية، مؤسسة “قطر للاستثمارات الرياضية” المالكة لشبكات “BeIN Sports” أحد أهم أذرع الدوحة لاحتكار البطولات العالمية ودفع ملايين الدولارت لاستضافة البطولات فى قطر، وجنى أرباح طائلة تمكن الإمارة الداعمة للإرهاب والتطرف فى المنطقة من دعم الجماعات المتطرفة المسلحة.

وتعمل المؤسسة القطرية التى تعد أحد أذرع صندوق “قطر السيادى” فى قطاعات الرياضة والترفيه ووسائط الإعلام، واستثمار الممتلكات العقارية والتنمية، التسويق وخدمات العلاقات العامة، حتى صنع الأحذية الرياضية والزى المدرسى، وتعود ملكيتها للحكومة القطرية، كما هو معلن على موقعها الرسمى، لكن فى الحقيقة هى عبارة عن كيان يضم ضباط مخابرات قطريين سابقين أوكلت لهم مهمات رسمية تأتى بالأمر المباشر من القصر الأميرى بالدوحة.

محضر اتفاق
ووردت هذه الدفوعات في محضر اتفاق مع شركة بابا ماساتا دياك، على أن تقوم شركة “أوريكس قطر سبورتس إنفستمنت” بشراء حقوق النقل التلفزيوني لقاء 32,6 مليون دولار، شرط أن تحصل الدوحة على تنظيم نسخة 2019، حسب مصدر آخر مقرب من الملف.
وينص العقد على أن الدفوعات التي تمت قبل قرار الاتحاد الدولي في 11 نوفمبر 2011 منح التنظيم للندن (التحويلان معا) “لا يعاد تسديدها”، وهذا ما أثار شكوك القضاة.

وفتح المدعى الفيدرالى الأمريكى، حسب وسائل إعلام امريكية، تحقيقا حول وجود فساد فى المنظمات الرياضية العالمية، وعلى رأسها الاتحاد الدولى لكرة القدم واللجنة الأوليمبية الدولية ونظيرتها الأمريكية، بالإضافة إلى الاتحاد العالمى لألعاب القوى.
وفى تقرير سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أكدت فيه أن التحقيق سيشمل العديد من البنود المالية التى تم دفعها بشكل رسمى لاستضافة تلك البطولات بشكل غير شرعى، حيث طلب مكتب المدعى الفيدرالى فى نيويورك الحصول على بعض الوثائق والحسابات البنكية التى تعود إلى عام 2013.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *