الدولية

دعت للتفاوض في الدوحة طهران تنحني امام الحزم الدولي

طهران ــ وكالات

مع ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وتصاعد المخاوف من مواجهة عسكرية محتملة، نقلت وكالة أنباء فارس عن قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، قوله: إن طهران لا تريد الحرب ولا تسعى لها.

هذا فيما كشف التصعيد الأخير عن حالة من الفزع انتابت نظام الملالي وحلفاءه من مغبة المصير الذي ينتظرهم عندما تحين لحظة الحساب، فكان الاستنفار القطري بزيارة سرية قام بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى طهران، ودعوة طهران واشنطن الى التفاوض في الدوحة.

وتكشف الدعوة الإيرانية والزيارة السرية القطرية عن دعم قطري واضح للسياسات الإيرانية الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

كما تعكس تناغما علنيا وسريا في المواقف ووجهات النظر وتنسيقا واضحا بين نظام الملالي في طهران وتنظيم “الحمدين” في الدوحة، الأمر الذي يثير شكوكا حول حجم التورط القطري في الجرائم الأخيرة التي ارتكبها نظام طهران وأذرعه ومليشياته في المنطقة، وأثارت انتقادات عربية ودولية، وقوبلت بترحاب وتأييد من قبل إعلام “الحمدين”.

وكان رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، قد دعاء إلى عقد مفاوضات أمريكية إيرانية في قطر، لتجاوز التوتر بين البلدين
وغرد بيشه، على حسابه الرسمي في تويتر، مقترحاً إجراء حوار مع الولايات المتحدة في ظل التصعيد الحاصل بين البلدين، على أن تستضيف تلك المحادثات المباشرة قطر.

دعوة بيشة جاءت بعد أيام من زيارة سرية قام بها وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى طهران.
الزيارة اضطرت الدوحة الكشف عنها، بعد أن كشف موقع “فلايت رادار 24 دوت كوم”، الذي يتتبع الرحلات الجوية حول العالم، وصول طائرة قطرية حكومية إلى طهران.

وأقر وزير الخارجية القطري بزيارة غير معلنة وإجراء مباحثات مع مسؤولين إيرانيين.
وكشفت وسائل إعلام قطرية تابعة لتنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة، نقلا عن مسؤول رسمي (لم تفصح عن هويته)، أن آل ثاني التقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، بدعوى بحث خفض حدة التوتر في المنطقة، حسب تعبيرها.

ويرى خبراء ومراقبون أن إيران عندما تختار قطر مكانا للتفاوض مع أمريكا، فهذا دلالة على قوة التحالف بين البلدين من جانب، وثقة كلا النظامين في بعضهما البعض، كونهما يدركان أن مصالحهما واحدة في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما لا يستبعد مراقبون أن يكون المقترح الإيراني بإجراء مباحثات إيرانية مع أمريكا في قطر جاء بإيعاز من الدوحة، في مسعى واضح لدعم حليفتها إيران المأزومة على خلفية تصاعد التوتر عسكريا مع واشنطن، ومحاولة أخرى للخروج من عزلتها الدولية المفروضة عليها منذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها في 5 يونيو 2017 لدعمها الإرهاب.

وسواء كان المقترح الإيراني بإيعاز من الدوحة لطهران أو العكس فإن الدلالات واحدة، وتعكس حجم التنسيق الثنائي والتآمر المشترك.
أيضا يعكس العرض الإيراني حول التفاوض مع أمريكا حالة فزع من نظام الملالي وحلفائه من مغبة المصير الذي ينتظرهم، مع إرسال الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج العربي، وإعلان المملكة ودول خليجية الموافقة على طلب أمريكي بإعادة نشر قواتها بمياه الخليج

فهذا الفزع القطري والخوف على إيران من أن تقوم أمريكا بتوجيه ضربة موجعة لها تجسد بشكل واضح في تغريدات حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق وأحد عناصر تنظيم “الحمدين” الذي يدير سياسة قطر حتى الآن، الذي انبرى في تغريداته مدافعا عن طهران في ظل التوتر الحاصل، ومهاجما دول الخليج التي تحاول كبح جماحها.

من هنا، يبدو أن قطر، التي افتضح أمر إرهابها بعد مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لها في ٥ يونيو عام 2017، لا تزال تصر على تقديم فروض الولاء والطاعة لنظام حليفتها طهران المتورطة بتنفيذ مخططات تخريبية إقليمياً ودولياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *