المحليات

مسك الخيرية تضيء بوابات جدة عبر الإسقاط الضوئي والمؤثرات الصوتية

جدة – خالد بن مرضاح تصوير: المحرر

بطريقة مغايرة وإيقاع افتتاحي مختلف، رسم مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية” البسمة أمس الأول على مُحيا زوار فعاليات مسك جدة التاريخية، من خلال “الاسقاط الضوئي المصحوب بالمؤثرات الصوتية بهوية رمضانية فريدة، على أبواب جدة التاريخية الثمانية مع بدء الفعاليات.

الإسقاط الضوئي فسح مجال “الفضول التاريخي” لدى الزوار حيث عرفت بوابات جدة الثماني بباب المدينة الذي كان يقع في حارة الشام، وكانت البوابة تستخدم للوصول إلى “القشلة”، وهي الثكنة العسكرية القائمة حتى يومنا هذا، كما كان يستخدم لمرور العربات المحملة بالحجارة المستخرجة من المناقب الواقعة شمال مدينة جدة، والطين المستخرج من بحر الطين أو ما أصبح يعرف ببحيرة الأربعين والمستخدم في بناء بيوت جدة في ذلك الوقت.

وتعرف الزوار على مدخل “باب المدينة” الذي شيد من أجل حماية شريان الحياة في حاراتها الثلاث، وهي حارة الشام في الجزء الشمالي، وحارة اليمن في الجزء الجنوبي، وحارة المظلوم التي تقع بينهما، وأحيطت المدينة قديمًا بسور طيني له ثماني بوابات تفتح فجرا وتقفل عشاء.

وافتتح مركز المبادرات بـ”مسك الخيرية”، مبادرة “مسك جدة التاريخية” في نسختها الثالثة، والتي تستمر على مدار 6 أيام، خلال الفترة 9-15 رمضان (14-20) من شهر مايو الجاري، مخصصًا للزوار 19 منطقة رئيسية منوعة من الفعاليات، في ظل إقبال متنوع من فئات المجتمع كافة، في أجواء تراثية عتيقة تتسم بطابعها الترفيهي الهادف.

وللمرة الأولى تعرض مبادرة مسك جدة التاريخية مسرحية بتقنية الهولوجرام في جدة التاريخية، بالإضافة إلى “صندوق الدنيا” أحد الفعاليات الهادفة المقدمة للأطفال، وشهدت تفاعلًا كبيرًا منهم، وهو ما أعاد لهم بهجة الحكاية القديمة، عندما كان الرواة يقصون قصصهم باستخدام الصور بطريقة شيقة ومبتكرة ليعرفهم على ماضي جدة العتيق.

حقبة الأجداد
وقبل ساعة من بدء الفعاليات كانت العائلات قد اتخذت مع أبنائها مواقعهم بجانب مدخل “باب المدينة” للدخول والمرور على جميع مسارات الفعاليات الـ 19، وإعادة اكتشاف منطقتهم التاريخية بطريقة تفاعلية وجديدة، وهو ما اتسمت به النسخة الثالثة لـ “مسك جدة التاريخية”. واستطاعت فعالية “جدة زمان” أن تختصر حقبة الآباء والأجداد من خلال مجسمات مصغرة لأهم معالم المنطقة التاريخية، بحيث مكنت الزوار من رؤية خريطة التفاصيل الكاملة لجدة القديمة وتزويد كل معلم بـ “باركود ولوحة تعريفية”. ولإعطاء المكان وجهته التجارية العتيقة، تم رفد الفعاليات بسوق متكامل يحتوي على جميع احتياجات الزوار، مع إتاحة الفرصة لمشاركة الأسر المنتجة بهدف دعمها وتسويقها.

البيت الحجازي
ولتعريف الجيل الجديد بتفاصيل البيت الحجازي وجمالية مكوناته، كان الزوار يتجهون للمنطقة المخصصة، وذلك في بيت آل سلوم العريق الذي أسس في العام 1301 هـ بحارة المظلوم وعلى بعد خطوات قليلة من بيت “باعشن.
وعبر إماطة اللثام عن تعريف الزوار بأدق تفاصيل هذا الإرث التاريخي، كان لابد من التركيز على الألعاب القديمة كالكيرم والبرجون وغيرها من الألعاب، والتي جذبت بمشاهدها التمثيلية الطريفة كثير من الزوار، حيث قدمت بطريقة مشوقة.

أجواء الأطفال التفاعلية
وكان للأطفال نصيبهم في الفعاليات من خلال عدد من الأنشطة كمنطقة مخصصة للأطفال تحتوي على فعاليات متنوعة لألعاب جدة القديمة، بالإضافة إلى تلوين الأتاريك، وقسم خاص بتلوين وجوههم (face-painting)، ولإضفاء مزيد من البهجة والأجواء الترفيهية على محياهم كان مسرح العرائس عنصرًا جاذبًا لهم، وهو عبارة عن مسرح للدمى المتحركة يحكي لهم القصص القديمة المرتبطة بتراث المنطقة بطريقة ممتعة، وهو ما يحقق هدف الفعاليات التي نظمتها مبادرة التواصل المجتمعي بمركز المبادرات في مؤسسة “مسك الخيرية”، والمتمثل في إبراز أهمية المنطقة من النواحي التراثية والثقافية والتاريخية.

الفن والحرف
لم يغب الفن بمحتواه الثقافي والتراثي عن خريطة الفعاليات، كونه يساهم في تقريب صورة الإرث التاريخي لجدة القديمة من خلال لوحات فنية تحمل في طياتها الدلالات الرمزية للمنطقة، فكانت منطقة الفنون ترجمة واقعية لذلك من خلال معرض مسك للفنون وهو مخصص للرسم التفاعلي وعرض لوحات الفنانين، اضافة إلى متحف بنجابي اللذين ساهما في التعبير عن الذاكرة التاريخية فنيًا.

سيناريو حكاية جدو وشارع الحرفيين
خصصت مبادرة “مسك جدة التاريخية” جادة مخصصة لمحبي “الكاليجري” وهو عرض حي لفن الكاليجريف بالضوء، ويقوم بها مصور محترف يلتقط صور الزوار، ويعد المسرح من أحد أهم الفعاليات التي يقدم فيه ثلاثة عروض هي “حكاية جدو ” وهو عرض ممتع وثري ويعرض على 3 فترات يومية، كذلك فيلم جدة الذي يحكي أهم الأحداث التي شهدتها المنقطة التارخية، بالإضافة إلى فيلم “كنز الحطاب الذي أنتجته شركة مانجا التابعة لمسك الخيرية.
ومن الاهتمامات التي رفدت بها الفعاليات زوارها، تعريفهم بواقع الحِرف من خلال “شارع الحرفيين”، وهي مساحة مخصصة لعرض الحرف التراثية الشعبية التقليدية القديمة التي تتوفر بكثرة في الأسواق الحديثة، و التي تحتاج إلى المزيد من النوافذ لإيصالها للجمهور.
تجمعات للشباب والشابات من الجيل الجديد كانت عند محيط فعالية “جادة صور تاريخ جدة”، وهي عبارة عن زقاق مضيء يحكي كيفية إنشاء حارات جدة وسكانها، وحكايات بواباتها ومساجدها، ومدارسها، وزواياها، وأسواقها، وأهم معالم المنطقة، مما كان له تأثير إيجابي على الزوار بقيمة التراث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *