الدولية

الدوحة وانقرة في خندق الحرس الثوري ..والاقتصاد الإيراني على شفا الانهيار

طهران ــ وكالات

رسم صندوق النقد الدولي صورة قاتمة لاقتصاد إيران خلال العام الجاري 2019، بسبب العقوبات الأمريكية، التي هبطت بإنتاج النفط الخام لأدنى مستوياته منذ النصف الأول 2015، وتداعياته على باقي مؤشرات الاقتصاد المحلي.
وتوقع تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، الصادر عن البنك الدولي امس “الاربعاء” انكماش الناتج المحلي الإجمالي لإيران بالأسعار الجارية، بنسبة 6% خلال العام الجاري 2019، مع استمرار العقوبات.

وكان الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد إيران قد انكمش بنسبة 3.9% بالأسعار الجارية، خلال العام الماضي 2018.
وتعاني طهران من عقوبات أمريكية، أعلنتها في مايو 2018 عقب انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي، أتبعها بعقوبات على حزمتين، الأولى في أغسطس الماضي والثانية في نوفمبر 2018.

وكانت العقوبات الأشد قسوة على اقتصاد طهران، تلك التي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2018، وطالت صناعة النفط من إنتاج وتصدير وبحث وتنقيب ودفعت لتخارج شركات طاقة عالمية، والمعاملات المالية والمصرفية مع الخارج.
وفي فبراير الماضي، تراجع إنتاج طهران النفطي لأدنى مستوى منذ النصف الأول 2015، إلى 2.7 مليون برميل يوميا، بحسب بيانات حصلت عليها منظمة الأقطار المصدرة للبترول “أوبك”، ونشرتها الشهر الماضي.

وقال صندوق النقد الدولي إنه يتوقع بلوغ نسبة التضخم 37.2% خلال العام الجاري، على أن يتراجع إلى 31% خلال العام المقبل 2020، مقارنة مع تضخم حقيقي بلغت نسبته 31.2% خلال العام الماضي 2018.

وستواصل نسب البطالة صعودها في إيران، وفق تقرير صندوق النقد الدولي، لتبلغ 15.4% خلال العام الجاري، وتواصل ارتفاعها إلى 16.1% خلال العام المقبل 2020، مقارنة مع نسبة فعلية بلغت 13.9% في 2020. الى ذلك وبالتزامن مع اعلان الولايات المتحدة الامريكية تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، خرج وزيرا الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، بالثناء والمدح لإيران.

وجاءت تصريحات الوزير القطري في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي تعليقا على القرار الأميركي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وانتقدت كل من تركيا وقطر الإجراء الأميركي. وقال وزير الخارجية القطري إن “القرار لا يعالج المشاكل، ويعد أحاديًا”.

وأضاف “إيران لها وضعها الإقليمي والجغرافي، يتطلب أن ننظر إليها باعتبارها مختلفة سواء اتفقنا معها أو اختلفنا؛ ونحن في قطر نؤمن بأن الحوار هو الحل الأمثل هو في مثل هذه الأمور”.
وعلى نفس النغمة، قال تشاووش أوغلو إن القرار “ليس مفهوما، ومتناقضا، ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة”، على حد قوله.
وقال وزير الخارجية التركي: “مثل هذه القرارات ستؤدي إلى اضطرابات في منطقتنا، وفور أن تبدأ في الخروج على القانون الدولي فلا يمكن معرفة أين سيتوقف ذلك”.

وتضع هذه التصريحات المتناسقة قطر وتركيا في خندق الحرس الثوري الإيراني وأذرعه التي تعيث إرهابا في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وغيرها من دول المنطقة.
وتقول رويترز إن التقديرات تشير إلى أن الحرس الثوري يضم 125 ألف فرد ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية، كما يقود (الباسيج) وهي قوات متطوعين شبه عسكرية ويسيطر على البرامج الصاروخية الإيرانية.

وتخوض قوات الحرس الثوري الخارجية المعروفة بفيلق القدس حروب إيران بالوكالة في المنطقة، وتأتي في مقدمتها دعم الحوثيين في اليمن بالسلاح والعتاد والأموال.
فالحوثيون في اليمن ليسوا المتدربين الوحيدين لدى الحرس الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على أعمال جماعات إرهابية تسعى إلى نشر الفوضى والتخريب في الدول العربية، ومن أبرزها مليشيا حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية، وجماعات متطرفة في البحرين.

وبينما ثبت لدى بعض الأجهزة الأمنية في دول خليجية تورط الحرس الثوري الإيراني في أعمال إرهابية وقعت على أراضيها، ظلت قطر بعيدة عن مرمى هذا الإرهاب.
وتربط قطر وتركيا وإيران علاقات هادفة إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط، بتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي والتدخل في الشؤون الداخلية. كما تنتهج الدول الثلاث سياسة خارجية تقوض أمن الدول العربية.

فلدى الدول الثلاث علاقات مع منظمات إرهابية وأيديولجية وطائفية، بما فيها جماعة الإخوان وتنظيما داعش والقاعدة وجماعة حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية.
وينظر إلى الدولة التركية باعتبارها أحد المساهمين في صعود داعش، فابتداء من أواخر عام 2013 وحتى أوائل عام 2014، كانت المدن الحدودية التركية بمثابة مراكز لوجستية رئيسية للمقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.

وسافر المقاتلون الأجانب من جميع أنحاء العالم أولا إلى تركيا ومنها إلى العراق وسوريا، ومن هنا شكلت تركيا العمود الفقري للدواعش.
ففي عام 2013 وحده، اجتاز نحو 30 ألف إرهابي الأراضي التركية، وفقا لتقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في أبريل الماضي، مما أسفر عما يسمى بالطريق الإرهابي السريع، حيث أصبحت البلاد قناة لمقاتلين يسعون للانضمام إلى داعش.

وبحلول أغسطس 2015، قامت تركيا، في نهاية المطاف، بتشديد حدودها، لكن بحلول ذلك الوقت، كانت حصة الأسد من المقاتلين الأجانب قد وصلت بالفعل إلى العراق وسوريا.
وتدعم تركيا وقطر جماعات متشددة، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، وتستضيفان على أراضيهما قادة من الإخوان والقاعدة، وهي جماعات تحصل على الدعم من إيران أيضا.

وفى سياق منفصل افادت وسائل إيرانية، بسقوط سبعة أشخاص بين قتيل وجريح نتيجة تحطم مروحية تابعة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني على الحدود قرب تركيا.
وذكرت وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن المروحية سقطت نتيجة عاصفة شديدة لدى إقلاعها من منطقة “دالامبر” الجبلية المتاخمة للحدود التركية.

وأسفر عن مقتل شخص مساعد الطيار وإصابة 6 آخرين بين جروح طفيفة إلى بالغة بينهم قائد المروحية.‎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *