ملامح صبح

منافي .. عبدالعزيز مكمي ، منشد بروح فنان

 

يكتبها : صالح الشملاني
نتفق ان الشيلات فن شعبي وحداء بديل للأغاني والموسيقى ، رغم ان الكثير يراهن على انها ليست فنا بالاساس بقدر ماهي محفزات على الرجعية واثارة النعرات والجهل والتعصب بكثرة المديح والكلم الكثير المثير للجدل ، ولانخفي ان هناك منشدين مبدعين خدموا هذا الفن الجميل الذي خطف نصيبه مالياً واعلامياً .. رغم ان كل هذه اجتهادات شخصية تعود على اصحابها ولم تنتبه لها جمعيات الثقافة الفنون ، هنا عبدالعزيز مكمي ، منشد بروح فنان مبدع ، اختار ان يقدم شيئا مختلف على ساحة الشيلات ويبدو ان موهبة وفطرة الصوت لديه قربته كثيراً من الفن ، ولكن بدون ناي وموسيقى ، يمتلك صوتا عذبا جداً يأخذك الى الدهشة ، وذائقته في اختيار الابيات في نظري اجمل ذائقة يمتلكها منشد بالساحة الشعبية ، خلاف الاصوات المنتشرة والاذواق ، في قصور الافراح والمهرجانات التي تقدمها الامانات وجزء من البلديات ، تلك الاصوات اقول عنها انها خدعة سمعية تنطلق من مخرج USB وتجني اموالا وارباحا عالية جداً وهي بالاساس نشاز ، وكل هذه الاصوات التي تضج في كل مكان يدفع ثمنها كل من لا يعي ويعلم ماهي الشيلات وماذا يريد هذا المنشد ، والكارثة انها اقتحمت قاعات الافراح واصبحت تتشرد في أكثر حفلات المجتمع الخليجي ، بل تسللت إلى قاعات النساء ، واصبح الاهتمام بالشيلة ومنشدها أكثر من الاهتمام بالطقاقة وفرقتها المبعثرة، والبحث عن شاعر الشيله ومنشدها أسهل واقل تكلفة من البحث عن طقاقة مزعجة ، فالمنشد يذبح ويسلخ ويشوي على كيف كيفه بالشيلة ويأخذ حق اهل الحفل بدق خشوم ،، وأعتقد أن سالفة الطقاقة وسعرها المبالغ فيه سوف تنتهي بعدما خطفت الضوء منها هذه السيدة التاجرة ( الشيلة ) وانتقلت من المنقيات إلى المنقبات وكلها (USB ) ومايك وتوصيلة كهرب ! حتى أصبحت الشيله من أهم مقدمات الحفل لدى العوائل بالأعراس حالياً ، وكل هذا نشاز اصوات وهمية لا تمثل فن الشيلات، يتم انتاجها في غرف يعمل عليها مخالفين الاقامة والعمل ويتم اخراجها بشكل صاخب ومثير للمتلقي رغم انعدام صوت وموهبة المنشد بالحقيقة ولكن هذه المساحيق هي من اظهرته بهذا الشكل للحفلات ، علماً ان هناك استديوهات لديها تصريح وترخيص من وزارة الثقافة والاعلام .. الخ وتتحمل مسؤلية انتاجها ، اخيراً ارجع الى هذا الشمالي الفنان المبدع عبدالعزيز مكمي ما اجمل صوته وهو ينشد شعراً على مسيل شعاب عرعر في اشراقة صباح باكر ، من دون ان يصل صوته وحنجرته الحزينة جداً الى الضوء ، يغرد وحيداً خارج السرب بعيد كل البعد عن قصور الافراح وهوس المهرجنات يترقب فرحته وبسمة اطفاله فقط ، ولاينتظر نظرة العابرين ،!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *