الدولية

سبت أسود جديد … أصحاب السترات الصفراء يشعلون باريس

باريس ــ فرانس برس
بطريقة دراماتيكية، تطورت الأحداث في العاصمة الفرنسية باريس، لتنتقل احتجاجات السترات الصفراء إلى محيط القصر الرئاسي، الذي قامت قوات الشرطة بإغلاق الطرق الفرعية المؤدية إليه، عقب صدامات مع المتظاهرين، الذين ردوا على قنابل الغاز المسيلة للدموع، بالمزيد من الهتافات، التي كلما علت ارتفعت معها سقوفات مطالب الحركة الاحتجاجية الفريدة من نوعها.
وارتفعت حدة المصادمات بين قوات الأمن، وأنصار حركة السترات، مما دفع السلطات إلى نشر مدرعات للمرة الأولى في العاصمة منذ سنوات، في وقت ارتفع عدد الجرحى والموقوفين من المتظاهرين، الذين رفعوا سقف مطالبهم نحو إقالة الرئيس إيمانيول ماكرون.
وأظهرت لقطات فيديو قوات الأمن، وهي تنشر مدرعات في محيط قوس النصر في باريس، في محاولة لإبعاد المتظاهرين الذين يخرجون إلى الشوارع للأسبوع الرابع على التوالي.
وأفادت وكالة فرانس برس، أن الشرطة الفرنسية بإصابة 10 متظاهرين، بعد أن أطلقت وقوات الشرطة قنابل الغاز، في محاولة لتفريق المتظاهرين، الذين تجمعوا في محيط قوس النصر الشهير بباريس، مشيرة إلى أن المتظاهرين كانوا يريدون الوصول إلى القصر الرئاسي، إلا أن قوات الأمن منعتهم، وأظهرت لقطات فيديو تعرض عدد من أعضاء هذه الحركة إلى الإغماء؛ نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
وأضافت الوكالة: إن منسوب التوتر ارتفع في محيط قوس النصر وسط باريس في وقت لاحق، فأطلقت قوات الأمن المزيد من قنابل الغاز صوب المتظاهرين.
ورغم كثافة قنابل الغاز التي سقطت على المناطق، التي يتظاهر فيها أنصار حركة السترات الصفراء، إلا أن أعدادهم ازدادت، ولم تقف الأمطار عائقا أمام توافد المزيد منهم.
وأشارت إلى أن المتظاهرين حاولوا الوصول إلى القصر الرئاسي عبر طريق فرعي في جادة الشانزليزيه المجاورة، إلا أن قوات الأمن شكلت حائطا أمنيا منعهم من الوصول إلى هدفهم.
هذا، فيما تم إغلاق برج إيفل ومتحفي اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، بينما ألغي عدد من مباريات كرة القدم. وقام أصحاب المتاجر بحماية واجهات محلاتهم.
وفرضت قيود على حركة السير وأغلقت عدد من محطات المترو، بينما تم تحويل مسار العديد من الحافلات.
وكانت الشرطة الفرنسية، قد اعتقلت 481 شخصاً في باريس قبيل وخلال تظاهرات حركة “السترات الصفراء”، فيما تعالت هتافات من المحتجين، تطالب الرئيس ماكرون بالاستقالة، واصفين إياه بـ “الدكتاتور” .
وأعلنت السلطات الفرنسية التعبئة العامة لمواجهة حركة الاحتجاج على السياسة الضريبية والاجتماعية للرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء، إدوار فيليب.
كما تم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة؛ لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء فرنسا، لتفادي تكرار حوادث الأسبوع الماضي من مواجهات تحت قوس النصر وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب.
كذلك وصف المدير العام للدرك الوطني، ريشار ليزوري، التدابير، التي اعتمدت، بأنها “غير مسبوقة”. من جهته، قال وزير الداخلية، كريستوف كاستانير: إن “كل شيء يوحي بأن عناصر متشددين سيحاولون التحرك”.
وقال كاستانير: إن “الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه”، في إشارة إلى حركة “السترات الصفراء” التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديداً بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لكن باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات وآخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية.
من جانبها، أكدت الحكومة الفرنسية، أن قوات الأمن ستكون أكثر قدرة على الحركة للتجاوب “بشكل أكثر فاعلية مع استراتيجية المشاغبين القاضية بالتفرق والتحرك”؛ لأن “كل المؤشرات تفيد بأن عناصر راديكاليين سيحاولون التعبئة”.
وأوصت سفارات عدد من الدول رعاياها بالتزام الحذر عند تنقلهم داخل العاصمة، أو أرجاء سفرهم.
وطلبت سفارة الولايات المتحدة من الرعايا الأميركيين “تجنب التجمعات”، بينما طلبت الحكومة البلجيكية من مواطني بلدها إرجاء سفرهم إلى فرنسا”.
وتكرر السلطات التنفيذية أنها في حال تأهب قصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلي بالروح الجمهورية، من دون أن تخفي قلقها حيال مخاطر تفاقم الوضع.
وفي مسعى منه للتخفيف من غضب المحتجين، التقى رئيس الوزراء، إدوار فيليب، مساء الجمعة، وفداً في مقرّه بقصر ماتينيون. وقال بنجامان كوشي، أحد أعضاء الوفد: إن رئيس الحكومة “يعي خطورة الوضع”. بدوره، ذكر عضو آخر في الوفد كريستوف شالينسون أن رئيس الوزراء “استمع إلينا ووعد برفع مطالبنا إلى رئيس الجمهورية. الآن نحن ننتظر ماكرون”. كما عبر عن أمله في أن يتحدث الرئيس “إلى الشعب الفرنسي كأب، بحب واحترام، وأن يتخذ قرارات قوية”.
وصرح أحد أعضاء الحركة بأن هدفهم الآن الوصول إلى القصر الرئاسي، فيما طالب عدد من أنصار الحركة، بإقالة الرئيس إيمانويل ماكرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *